قتال الديوك

   الديوك طيور دواجن موصوفة بالكرم، فلا تزاحم الدجاج عندما يُلقى إليها الحبّ بل تتركها تنقده، بدون أي حرج وهي فخورة ومعجبة بنفسها، لذلك تراها أكثر الأحيان رافعة رؤوسها الورديّة نحو السماء؛ ولكنّها نزقة1 مع إخوتها الديوك. فلا تتصاحب إلّا قليلًا فتتقاتل ويُدَمّي بعضها عروف البعض الآخر، وهي لا تعرف للمهادنة موضعًا إذا احتدم القتال فيما بينها.

   وقد وصف أحدهم قتالها قائلًا: "يجد القرويّون متعة عظيمة في قتال الديوك وعلى الأخصّ في مناسبات الأعياد الموسميّة".

   وساحة قتال الديكة عبارة عن مكان مكشوف تُنيره الشمس، عادة يجلس الناس حوله على شكل نصف دائرة وقد ابتهجت نفوسهم، ويجلس مدرّبو الديكة متقابلين أمام الحشد المتفرّجين.

   ويخطب صاحب الاحتفال بالجمهور ذاكرًا سوابق الديكين المتقاتلين وهنا يتقدّم المتراهنون برهانهم فتلقى النقود من كلّ جانب إلى رجل يسجّل الرهان في دفتر ويجمع المال الكثير قبل الشروع بالقتال.

   ويحملق الديكان المتقاتلان كلٌّ في خصمه لحظة وقد وقف ريشهما وامتدّ عنقهما، ثمّ يهاجم أحدهما الآخر بكلّ عنف فيطبق كلّ واحد منهما بمنقاره الحادّ على عرف عدوّه. ويتضاربان بأظافرهما الحادّة وقد يرتفعان حينًا في الهواء مصفّقين بجناحيهما تصفيقًا قويًّا فيبعثان بقتالهما الحامي الهرج بين الجمهور.

   وتدور رحى المعركة حينًا حتّى ينهزم أحد الديكين تاركًا الميدان للمنتصر وذلك وسط هتاف يصمّ الآذان.  

 

- نزقة: من النّزق أي الخفّة والطيش في كلّ أمر.1